فصل: قال ابن عطية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله عز وجل: {فَيَسْتَحْي مِنكُمْ} يعني النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبركم.
{وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْي مِنَ الْحَقِّ} أن يأمركم به.
{وَإذَا سَألْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: حاجة، قاله السدي.
الثاني: صحف القرآن، قاله الضحاك.
الثالث: عارية، قاله مقاتل. ومعانيها متقاربة.
{فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} أمرن وسائر النساء بالحجاب عن أبصار الرجال وأمر الرجال بغض أبصارهم عن النساء.
وفي سبب الحجاب ثلاثة أقاويل:
أحدها ما رواه مجاهد عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت آكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيسًا في قعب، فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت إصبعه إصبعي فقال عمر لو أُطَاعُ فيكن ما رأتكن عين، فنزلت آيات الحجاب.
الثاني: ما رواه عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إلى المباضع وهي صعيد أفيح يتبرزن فيه، وكان عمر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: احجب نساءك يا رسول الله، فلم يكن يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة ليلة من الليالي، وكانت امرأة طويلة فناداها بصوته الأعلى: قد عرفناك يا سودة، حرصًا أن ينزل الحجاب قالت: فأنزل الله تعالى الحجاب.
الثالث: ما روى ابن مسعود أن عمر رضي الله عنه أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالحجاب فقالت زينب بنت جحش: يا ابن الخطاب إنك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا، فأنزلت الآية: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حَجَابٍ}.
{ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقُلُوبِهنَّ} يحتمل وجهين:
أحدهما: أطهر لها من الريبة.
الثاني: أطهر لها من الشهوة.
{وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤُذُواْ رَسُولَ اللَّهِ وَلآَ أَن تَنكِحُواْ أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا} حكى السدي أن رجلًا من قريش من بني تميم قال عند نزول الحجاب أيحجبنا رسول الله عن بنات عمنا ويتزوج نساءَنا لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده، فأنزلت هذه الآية. ولتحريمه تعديهن لزمت نفقاتهن من بيت المال.
واختلف أهل العلم في وجوب العدة عليهن بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن على وجهين:
أحدهما: لا تجب عليهن العدة لأنها مدة تربص ينتظر بها الإباحة.
الثاني: تجب لأنها عبادة وإن لم تعقبها إباحة. اهـ.

.قال ابن عطية:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}.
هذه الآية تضمنت قصتين إحداهما الأدب في أمر الطعام والجلوس الثانية في أمر الحجاب، فأما الأولى فالجمهور من المفسرين على أن سببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج زينب بنت جحش أولم عليها فدعا الناس، فلما طعموا، قعد نفر في طائفة من البيت فثقل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانهم فخرج ليخرجوا لخروجه، ومر على حجر نسائه ثم عاد فوجدهم في مكانهم وزينب في البيت معهم، فلما دخل وراءهم انصرف فخرجوا عند ذلك، قال أنس بن مالك: فأعلم أو أعلمته بانصرافهم فجاء، فلما وصل الحجرة أرخى الستر بيني وبينه ودخل، ونزلت الآية بسبب ذلك، وقال قتادة ومقاتل وفي كتاب الثعلبي: إن هذا السبب جرى في بيت أم سلمة والأول أشهر، وقال ابن عباس: نزلت في ناس في المؤمنين كانوا يتحينون طعام النبي صلى الله عليه وسلم فيدخلون عليه قبل الطعام إلى أن يدرك ثم يأكلون ولا يخرجون، وقال إسماعيل بن أبي حكيم: هذا أدب أدّب الله تعالى به الثقلاء، وقال ابن أبي عائشة في كتاب الثعلبي: بحسبك من الثقلاء إن الشرع لم يحتملهم، وأما آية الحجاب فقال أنس بن مالك وجماعة سببها أمر العقود في بيت زينب، القصة المذكورة آنفًا، وقالت فرقة بل في بيت أم سلمة، وقال مجاهد سبب آية الحجاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل معه قوم وعائشة معهم فمست يدها يد رجل منهم فنزلت آية الحجاب بسبب ذلك، وقالت عائشة وجماعة سبب الحجاب كلام عمر وأنه كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارًا في أن يحجب نساءه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفعل وكان عمر يتابع فخرجت سودة ليلة لحاجتها وكانت امرأة تفرع النساء طولًا فناداها عمر قد عرفناك يا سودة حرصًا على الحجاب.
وقالت له زينب بنت جحش: عجبنا لك يا ابن الخطاب تغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا، فما زال عمر يتابع حتى نزلت آية الحجاب، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وافقت ربي في ثلاث: منها الحجاب، ومقام إبراهيم، وعسى ربه إن طلقكن الحديث، وكانت سيرة القوم إذا كان لهم طعام وليمة أو نحوه أن يبكر من شاء إلى دار الدعوة ينتظر طبخ الطعام ونضجه في حديث أنس، وكذلك إذا فرغوا منه جلسوا، كذلك فنهى الله تعالى المؤمنين عن أمثال ذلك في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ودخل في النهي سائر المؤمنين، والتزم الناس أدب الله تعالى لهم في ذلك فمنعهم من الدخول إلا بإذن عند الأكل لا قبله لانتظار نضج الطعام، و{ناظرين} معناه منتظرين و{إناه} مصدر أنى الشيء يأنى إذا فرغ وحان آنًا، ومنه قول الشاعر: الوافر.
تمخضت المنون له بيوم ** أنى ولكل خاتمة تمام

وقرأ الجمهور بفتح النون من {إناه} وأمالها حمزة والكسائي، ثم أكد المنع وحصر وقت الدخول بأن يكون عن الإذن، ثم أمر تعالى بعد الطعام بأن يفترق جمعهم وينتشر، وقوله: {ولا مستأنسين} عطف على قوله: {غير ناظرين} و{غير} منصوبة على الحال من الكاف والميم في {لكم} أي ناظرين ولا مستأنسين، وقرأ ابن أبي عبلة {غير} بكسر الراء وجوازه على تقدير غير ناظرين إناة أنتم، وقرأ الأعمش {آناءة} على جمع أنى بمدة بعد النون، وقرأت فرقة {فيستحيي} بإظهار الياء المكسورة قبل الساكنة، وقرأت فرقة {فيستحيي} بسكون الياء دون ياء مكسورة قبلها، وقوله: {والله لا يستحيي} معناه لا يقع منه ترك قوله: {الحق} ولما كان ذلك يقع من البشر لعلة الاستحياء نفي عن الله تعالى العلة الموجبة لذلك في البشر، وقوله تعالى: {وإذا سألتموهن متاعًا} الآية هي آية الحجاب، والمتاع عام في جميع ما يمكن أن يطلب على عرف السكنى والمجاورة من المواعين وسائر المرافق للدين والدنيا، وقوله: {ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} يريد من الخواطر التي تعرض للرجال في أمر النّساء وللنساء في أمر الرجال، وقوله تعالى: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله} الآية روي أنها نزلت بسبب أن بعض الصحابة قال: لو مات رسول الله صلى الله عليه وسلم لتزوجت عائشة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأذى به، هكذا كنى عنه ابن عباس ببعض الصحابة، وحكى مكي عن معمر أنه قال هو طلحة بن عبيد الله.
قال الفقيه الإمام القاضي: لله در ابن عباس، وهذا عندي لا يصح على طلحة، الله عاصمه منه، وروي أن رجلًا من المنافقين قال حين تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة بعد أبي سلمة وحفصة بعد خُنَيْس بن حذافة ما بال محمد يتزوج نساءنا والله لو مات لأجلنا السهام على نسائه فنزلت الآية في هذا، وحرم الله تعالى نكاح أزواجه بعده وجعل لهن حكم الأمهات، ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب ثم رجعت زوج عكرمة بن أبي جهل قتيلة بنت الأشعث بن قيس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوجها ولم يبن بها فصعب ذلك على أبي بكر الصديق وقلق منه فقال له عمر: مهلًا يا خليفة رسول الله إنها ليست من نسائه إنه لم يخيرها ولا أرخى عليها حجابًا وقد أبانتها منه ردتها مع قومها، فسكن أبو بكر، وذهب عمر إلى أن لا يشهد جنازة زينب بنت جحش إلا ذو محرم منها مراعاة للحجاب، فدلته أسماء بنت عميس على سترها في النعش في القبة وأعلمته أنها رأت ذلك في بلاد الحبشة فصنعه عمر، وروي أن ذلك صنع في جنازة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {يا أيُّها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبيِّ} الآية.
في سبب نزولها ستة أقوال:
القول الأول: أخرجاه في الصحيحين من حديث أنس بن مالك، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا تزوَّج زينب بنت جحش دعا القوم، فطَعِمُوا ثم جلسوا يتحدَّثون، فأخذ كأنَّه يتهيَّأُ للقيام، فلم يقوموا، فلمَّا رأى ذلك قام وقام مِنَ القوم مَنْ قام، وقعد ثلاثة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل فإذا القوم جلوس، فرجع، وإِنَّهم قاموا فانطلقوا، وجئتُ فأخبرت النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل، وذهبتُ أدخلُ فألقى الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله تعالى هذه الآية.
والثاني: أنَّ ناسًا من المؤمنين كانوا يتحيَّنون طعام النبيّ صلى الله عليه وسلم فيدخُلون عليه قبل الطعام إِلى أن يُدرِك، ثم يأكلون ولا يخرُجون، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأذَّى بهم، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس.
والثالث: أن عمر بن الخطاب قال: قلت يا رسول الله! إِن نساءك يدخل عليهن البَرُّ والفاجر، فلو أمرتَهُنَّ أن يَحْتَجِبْنَ، فنزلت آية الحجاب، أخرجه البخاري من حديث أنس، وأخرجه مسلم من حديث ابن عمر، كلاهما عن عمر.
والرابع: أنَّ عُمر أمر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجاب، فقالت زينب: يا ابن الخطاب، إِنك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا؟! فنزلت الآية، قاله ابن مسعود.
والخامس: أن عمر كان يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: احجب نساءك، فلا يفعل، فخرجت سَوْدَةُ ليلة، فقال عمر: قد عرفناكِ يا سَوْدَة- حرصًا على أن ينزل الحجاب- فنزل الحجاب، رواه عكرمة عن عائشة.
والسادس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم معه بعض أصحابه، فأصابت يدُ رجل منهم يدَ عائشة، وكانت معهم، فكره النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك، فنزلت آية الحجاب، قاله مجاهد.
قوله تعالى: {إِلا أنْ يُؤْذَنَ لكم إِلى طعام} أي: أن تُدْعَوا إليه {غيرَ ناظرِين} أي: منتظرين {إِنَاهُ}.
قال الزجاج: موضع أنْ نصب؛ والمعنى: إِلا بأن يؤذَنَ لكم، أو لأَنْ يؤذَنَ، و{غير} منصوبة على الحال؛ والمعنى: إِلا أن يؤذَنَ لكم غيرَ منتظرِين.
و{وإِنَاهُ} نُضجه وبلوغه.
قوله تعالى: {فانتشروا} أي: فاخرُجوا.
قوله تعالى: {ولا مُستأنِسِين لحديث} المعنى: ولا تدخُلوا مستأنِسِين، أي: طالبي الأُنس لحديث، وذلك أنهم كانوا يجلسون بعد الأكل فيتحدَّثون طويلًا، وكان ذلك يؤذيه، ويستحيي أن يقول لهم: قوموا، فعلَّمهم الله الأدب، فذلك قوله: {والله لا يستحيي من الحقِّ} أي: لا يترُك أن يُبيّن لكم ما هو الحقّ {وإِذا سألتُموهُنَّ متاعًا} أي: شيئًا يُستمتَع به ويُنتَفع به من آلة المنزل {فاسألوهُنَّ مِنْ وراءِ حجاب ذلكُم أطهر} أي: سؤالكم إِيَّاهُنَّ المتاعَ من وراء حجاب أطهرُ {لِقُلوبكم وقُلوبِهِنَّ} من الرِّيبة.
قوله تعالى: {وما كان لكم أن تُؤْذُوا رسولَ الله} أي: ما كان لكم أذاه في شيء من الأشياء.
قال أبو عبيدة: وكان من حروف الزوائد.
والمعنى: ما لكم أن تُؤذوا رسول الله {ولا أن تَنْكِحُوا أزواجَه مِنْ بَعده أبدًا}.
روى عطاء عن ابن عباس، قال: كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو توفِّي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تزوَّجتُ عائشة، فأنزل الله ما أَنزل.
وزعم مقاتل أن ذلك الرجل طلحة بن عبيد الله.
قوله تعالى: {إِنَّ ذلكم} يعني نكاح أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم {كان عند الله عظيمًا} أي: ذنْبًا عظيم العقوبة. اهـ.

.قال القرطبي:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}.
فيه ست عشرة مسألة:
الأولى: قوله تعالى: {لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النبي إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ} أنْ في موضع نصب على معنى: إلا بأن يؤذن لكم، ويكون الاستثناء ليس من الأول.
{إلى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} نصب على الحال، أي لا تدخلوا في هذه الحال.
ولا يجوز في {غَيْر} الخفض على النعت للطعام، لأنه لو كان نعتًا لم يكن بدّ من إظهار الفاعلين، وكان يقول: غير ناظرين إناه أنتم.
ونظير هذا من النحو: هذا رجلٌ مع رجل ملازمٌ له، وإن شئت قلت: هذا رجلٌ مع رجلٍ ملازمٍ له هو.
وهذه الآية تضمّنت قصتين: إحداهما: الأدب في أمر الطعام والجلوس.
والثانية: أمر الحجاب.
وقال حماد بن زيد: هذه الآية نزلت في الثقلاء.
فأما القصة الأولى فالجمهور من المفسرين على أن سببها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوّج زينب بنت جحش امرأة زيد أوْلَم عليها، فدعا الناس، فلما طعموا جلس طوائف منهم يتحدّثون في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته موَلّية وجهها إلى الحائط، فثَقُلُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أنس: فما أدري أأنا أخبرت النبيّ صلى الله عليه وسلم أن القوم قد خرجوا أو أخبرني.
قال: فانطلق حتى دخل البيت، فذهبت أدخل معه فألقى الستر بيني وبينه ونزل الحجاب.
قال: ووعظ القومَ بما وُعظوا به، وأنزل الله عز وجل: {يا أيها الذين آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النبي إلى قوله إِنَّ ذلكم كَانَ عِندَ الله عَظِيمًا} أخرجه الصحيح.
وقال قتادة ومقاتل في كتاب الثعلبيّ: إن هذا السبب جرى في بيت أم سلمة.
والأوّل الصحيح، كما رواه الصحيح.
وقال ابن عباس: نزلت في ناس من المؤمنين كانوا يتحينون طعام النبيّ صلى الله عليه وسلم فيدخلون قبل أن يدرِك الطعام، فيقعدون إلى أن يدرِك، ثم يأكلون ولا يخرجون.
وقال إسماعيل بن أبي حكيم: وهذا أدب أدّب الله به الثقلاء.
وقال ابن أبي عائشة في كتاب الثعلبيّ: حسبك من الثقلاء أن الشرع لم يحتملهم.
وأما قصة الحجاب فقال أنس بن مالك وجماعة: سببها أمر القعود في بيت زينب، القصة المذكورة آنفًا.
وقالت عائشة رضي الله عنها وجماعة: سببها أن عمر قال قلت: يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهنّ البَرّ والفاجر، فلو أمرتهنّ أن يحتجبن؛ فنزلت الآية.